فصل في تكبيرات العيد
لفظ "العيد"جاء من الإعادة والتكرار في كل عام في نفس الوقت حاملاً معه الفرحه والسرور والإبتهاج والشكر لله علي إتمام الحج والصوم ، ولقد أمر النبي _صلي الله عليه وسلم_ باستقبال العيد بالمحبه ، والسرور ، والفرح ، وتبادل التهاني والتبريكات ، واعداد ما طاب من المأكل ، والمشرب بدون تبذير أو اسراف ، ومن السنه ارتداء احسن الثياب ، والتطيب حيث كان للنبي _صلي الله عليه وسلم_ حلة :أي( جبه أو جلبيه) يلبسها في العيدين ويوم الجمعه.
التكبير في العيدين
من سنن العيدين التكبير ؛ بمعنى التلفظ بصيغة التكبير ، فيرفع الرجل صوته ، بينما تخفض المرأه من صوتها ، وفي ذلك اقتداء بسنة النبي _صلي الله عليه وسلم_ ورفع واظهار شعائر الدين الإسلامي .
وقت التكبير: يبدأ من ليلتي العيدين ، وفي جميع ليالي عشر ذي الحجه ، وذلك لقوله تعالي: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة من الآية:185].
من سنن التكبير: الجهر به للرجال في المساجد والبيوت والطرق والأسواق ، وفي كل مكان يجوز فيه ذكر الله ، وعند خروج الرجل من بيته الي المسجد حتي يصل اليه يكبر ويستمر في ذلك الي أن يأتي الأمام .
التكبير في عيد الفطر مؤكد اكثر منه في عيد الأضحى؛ لان الله امر به، وفي عيد الاضحى يشرع التكبير المقيد اي التكبير عقب الصلوات الخمس المفروضه في جماعه ، بحيث يلتفت الامام بعد الصلاة بوجه الي المصلين ثم يشرع في التكبير ويردد وراءه المصلين، ويبدأ التكبير المقيد عقب الصلوات الخمس لغير المحرم من صلاة الفجر، في يوم عرفه الي عصر اخر ايام التشريق، اما المحرم فيبدأ التكبير المقيد من صلاة الظهر يوم النحر الي عصر اخر ايام التشريق لانه قبل ذلك يكون منشغلا بالتلبيه.
انواع التكبير
- مطلق: وهو الذي لايتقيد بشئ فهو يكون قبل الصلاه او بعدها او في اي وقت ،ويسن في المساء والصباح ، وبداية من اول عشر ذي الحجه الي اخر صلاوات فرائض ايام التشريق.
- مقيد: وهو المقيد بأدبار صلاوات الفرائض فهو التكبير الذي يكون عقب صلاوات الفرائض ويبدأ من فجر يوم عرفه الي اخر صلاوات ايام التشريق.
حكمة التكبير
المقصود من التكبير ذكر الله ، وتكبيره ، وتمجيده ، وحمده ، وشكره علي إتمام فرائض الحج ، وفريضة الصوم ، وإحياء عظمة الله وكبريائه في القلوب لتقبل النفوس علي التوكل عليه ، فالقلب إذا عرف ذلك اقبل علي طاعة الله وامتثل لاوامره واجتنب نواهيه ، وسعي العبد لذكر الله وتمجيده وحمده والثناء عليه .
صيغة التكبير
الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، لا إله إلا الله ، الله اكبر الله اكبر والله الحمد، الله اكبر كبيرا والحمدلله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا ، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدينا ولو كره الكافرون، اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد وعلي اصحاب سيدنا محمد وعلي انصار سيدنا محمد وعلي ازواج سيدنا محمد وعلي ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا .
صلاة العيد
سنن العيد
- يسن تقديم صلاة عيد الاضحى ليتمكن المسلمون من ذبح الاضاحي وتأخير صلاة عيد الفطر ليتسع الوقت لإخراج ذكاة الفطر قبل الصلاه.
- كما انه يسن الفطر علي تمرات قبل الخروج لصلاة العيد اما في عيد الاضحي فلا يأكل شئ حتي موعد الصلاه.
- التكبير في صلاة العيد ؛ في الركعه الاولى يكبر سبع تكبيرات غير تكبيرة الاحرام ، وفي الركعه الثانيه يكبر خمس تكبيرات غير تكبيرة الاحرام.
- يسن التكبير في ليلتي العيد عيد الفطر وعيد الاضحى ، وهذا التكبير مستحب في البيت او المسجد او الطرق او الاسواق.
- يبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد وينتهي الي خروج الامام الي مصلى العيد.
ما الفرق بين لفظ عام ولفظ سنه
معلومه هامه: الكثير منا يخطأ فيها ألا وهي تحية أو دعاء يوم العيد، الدعاء الذي نقوله لبعضِنا البعض وهو (كل عام وأنتم بخير أو كل سنه وأنتم بخير) هل سألت نفسك يوماً أيهما الأصح والأدق للحديث وللدعاء للأقرباء والأصدقاء.
البعض يتسأل فيقول: هل اقول كل عام وأنت بخير ؟ أم أقول كل سنه وأنت طيب؟فما الفرق وما الصحيح؟؟ نجيب علي ذلك بحول الله وقوته ، فمن يمعن النظر معي يجد أن لفظ "السنه" ذكر في القران الكريم في وقت الشده والكرب والعسر والشقاء، أما لفظ "عام" ذكر في وقت الفرح واليسر والخير والغيث .
والدليل علي ذلك سورة يوسف ، قال تعالي: «قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ».
وصفت "السنين" بأنهن شِدَادٌ، ووصف "العام" بالرخاء وأنه: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ أي يأتيهم الغوث(أي المطر) وَفِيهِ يَعْصِرُونَ وهذا دليل على الرخاء والخير والبركة ، فلفظ عام يستعمل في وقت الخير والرخاء اما لفظ سنه يستعمل في وقت شديد وعسير ، هذا هو تفسير القران للفظ عام وسنه ، فالافضل أن نقول يوم العيد لإخواننا واقربائنا واصدقائنا كل عام وانتم بخير ، ولا نقول كل سنه وانتم بخير ؛ لان يوم العيد يوم فرح وخير ورخاء ، فهو اليم الذي يفرح فيه الصائم ويفرح فيه الحجاج .
يأتي الان سؤال إذا قال لي احدهم كل سنه وانت طيب ماذا افعل هل اوبخه ام ماذا افعل معه ؟ بطبيعة الحال الانسان إذا تربى علي شئ واعتاد عليه بسبب البيئه المحيطه به خصوصاً إذا كانت عاده عند الناس ستجد صعوبه في تغيير هذه الألفاظ ، ولكن مع الأستمرار والأستبيان سيعرف الناس الافضل والأدق للقول و التهنئه يوم العيدين ، فإذا صادفت احد يقول لك ذلك اعذره ولا توبخه وتقبله فقد لا يعلم الصحيح، وبين له الصحيح .
أن القران الكريم استخدم لفظ {السنه} في الأمور التي فيها كرب وشده وعسر واستخدم لفظ {العام} في الأمور التي فيها خير وسعادة ويسر ، وكما ترى الفرق واضح امامك الان بدليل الأيات التي وردت في القران الكريم.
سبحان الله إذا تعمقنا وتدبرنا في معاني القران سنزداد خير والله وسوف ينصلح حالنا الي الأفضل . هذا والله اعلم.
تم كتابة هذا المقال بقلم #حمادة_الجهمي
تعليقات
إرسال تعليق